فوائد العمل التطوعي، سواء على الفرد أو المجتمع، من الأمور التي لا يمكننا تجاهلها بأي حال من الأحوال، حيث يعد العمل التطوعي من أكثر الأنشطة نبلا وإيثارية من حيث عطاءة، فهو نشاط يقدم خلاله الأفراد وقتهم ومهاراتهم للمساهمة في قضايا اجتماعية وبيئية ومجتمعية كبيرة.
فوائد العمل التطوعي كثيرة، لا يمكن إحصائها، وهي تساهم في تعزيز مهارات الافراد وتعظيمها، بالإضافة إلى المحافظة على صحتهم النفسية، وغيرها، هي باختصار تستطيع أن تقول عنها بأنها علاقة تبادلية، بين الأفراد ومجتمعهم، في هذا المقال سنحاول التعرف بشكل أكبر على فوائد العمل التطوعي على الفرد ومجتمعه، وما يمكن أن يتحقق من خلال هذا العمل المهم.
فوائد العمل التطوعي
تأثير العمل التطوعي على الصحة النفسية
من فوائد العمل التطوعي المهمة للغاية، كونه يعمل كجسر قوي بين التحسين الشخصي وتحسين المجتمع، وهنا العديد من علماء النفس يرون أن مساعدة الآخرين عبر العمل التطوعي يمكن أن يضيء مراكز المكافأة في الدماغ، مما يؤدي غالبًا إلى ما يعرف بـ "نشوة المساعدة"، وهي حالة عاطفية قوية وإيجابية، فالشعور بالإنجاز والمساهمة في المجتمع يقلل بشكل كبير من مستويات التوتر والقلق لدى الأفراد.
يتيح التطوع فرصًا جيدة للتعرف على أشخاص جدد وبناء علاقات متعددة، صلبة وقوية، مما يقلل من الشعور بالوحدة والاكتئاب الذي يعانيه الكثير، يُحسن التفاعل الاجتماعي المنتظم بشكل ملحوظ من مزاج الفرد ووظيفته الإدراكية، مما يحسن الصحة العقلية العامة بشكل فعال.
كما أن من فوائد العمل التطوعي هو الجانب الاجتماعي والذي يسمح للأفراد بتطوير وتعزيز روابطهم المجتمعية، بما ينجم عنه تكوية شبكة قوية من الأصدقاء للدعم وتعزيز الشعور بالانتماء.
فوائد العمل التطوعي على الفرد والمجتمع
تتعدد فوائد العمل التطوعي بين الفوائد الشخصة والاجتماعية، وهي كثيرة للغاية، ولا انتهاء لها، حيث يجلب العمل التطوعي دائمًا الإيجابيات التي تمحي أي سلبيات في الأمر، سنحاول هنا تسليط الضوء على أهم فوائد العمل التطوعي، والتي تنعكس بطبيعة الحال على الجميع، بغض النظر عن مجال التطوع.
الشعور بالإنجاز والرضا
خدمة المجتمع تترك دائما تأثيرًا يدفع الفرد بأن يشعر بالإنجاز، عندما يستثمر الناس وقتهم وطاقتهم في قضايا يشتعلون شغفًا تجاهها، فإنه يغرس فيهم شعورًا بالرضا بأن جهودهم تُحدث فرقًا ملموسًا، ويمكن لهذا التأثير أن يكون دافعًا قويًا ويوفر شعورًا قويًا بالهدف.
النمو الشخصي: من فوائد العمل التطوعي في كثير من الأحيان أن الأفراد يواجهون دائما مواقف تتحدى مهاراتهم وتدفعهم للنمو، يمكن أن تؤدي هذه التجارب إلى إنجازات شخصية وتطوير المهارات.
تعزيز الثقة بالنفس: يمكن أن يؤدي الإقرار والتقدير الناتجان عن خدمة المجتمع إلى تعزيز ثقة الفرد بنفسه بشكل كبير.
بناء مجتمعات أقوى من خلال التطوع
من فوائد العمل التطوعي على المجتمع، هي دوره المهم والفعال في تقوية نسيج المجتمعات، فهو يقدم مجموعة من الأفراد من خلفيات متنوعة للتعاون لتحقيق أهداف مشتركة، وتعزيز الشعور بالوحدة والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
تحسين صحة المجتمع: يلعب المتطوعون دورًا رئيسيًا في تقديم خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإغاثة في حالات الطوارئ، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين مستويات الصحة المجتمعية.
الفوائد الاقتصادية: من خلال تقديم خدمات متنوعة مجانًا، يساعد المتطوعون في توفير الموارد وتوجيهها نحو احتياجات مجتمعية أخرى، مما يعزز الوضع الاقتصادي العام للمجتمع.
كيف يعمل التطوع كمخفف طبيعي للتوتر؟
فوائد العمل التطوعي لا تقف عند تطوير المهارات الشخصية وفقط، ولكنه يعمل أيضًا على تخفيف التوتر والقلق لدى المتطوع، يؤدي الاندماج في العمل التطوعي إلى تحويل التركيز بعيدًا عن الهموم الشخصية نحو احتياجات الآخرين، مما يخلق مساحة نفسية تفضل الراحة العاطفية.
فوائد العمل التطوعي
تقليل التوتر والقلق من خلال خدمة المجتمع
تجذب فوائد العمل التطوعي الناس الانضمام لمختلف المنظمات، حيث يمكن من خلال العمل التطوعي تعزيز التفاعلات الاجتماعية، والتي بدورها يمكن أن تكون مهمة في التخفيف من الشعور بالوحدة والقلق.
وفقًا لبعض الدراسات فإن العمل في خدمة المجتمع يرتبط بانخفاض مستويات الاكتئاب، وذلك لأن أعمال التطوع تحفز إطلاق مواد كيماوية طبيعية للدماغ تعمل على تحسين الحالة المزاجية، والتي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين مزاج المتطوع.
أيضا من فوائد العمل التطوعي في تلك النقطة تحديدا بأنه يمكن أن يوفر كونك جزءًا من أنشطة التطوع المنظمة روتينًا مستقرًا، وهو ما يفتقر إليه من يعانون من القلق في كثير من الأحيان.
المساعدة في مكافحة الشعور بالعزلة والوحدة
تلعب مجالات العمل التطوعي المتعددة، دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الاجتماعية، والذي بدوره يمكن أن يكون له آثار عميقة على الصحة النفسية، إن كونك جزءًا من عمل تطوعي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الشعور بالوحدة والعزلة.
ينعكس الأمر بشكل مباشر أيضا على صحتك النفسية، حيث يأتي الشعور بالوحدة، والاكتئاب مع أمراض مثل القلب والأوعية الدموية وضعف الجهاز المناعي، وهو ما يحاول العمل التطوعي في فوائده غير الظاهرة محاربته وبشدة.
كيفية يحسن العمل التطوعي من الثقة بالنفس؟
لا تقف فوائد العمل التطوعي عند التأثير الإيجابي على المجتمعات وفقط، بل يقدم أيضًا فوائد شخصية لا تتخيلها، مثل تعزيز الثقة بالنفس، عندما يساهم الأفراد بوقتهم ومهاراتهم لإحداث فرق، فإنهم يرون مباشرة ثمار جهودهم، مما يمكن أن يعزز بشكل كبير من قيمتهم الذاتية.
تعزيز الثقة من خلال مساعدة الآخرين
يوفر لك الانضمام إلى إحدى مبادرات العمل التطوعي العديد من الفرص لتطوير مهارات جديدة أو تحسين المهارات الموجودة، سواء كانت مهارات تنظيمية أو قدرات قيادية بالفريق أو مهارات عملية متعلقة بمجال التطوع الذي اخترته.
وخلال العمل ومع الوقت، يشاهد المتطوعين أن قدراتهم وأعمالهم تؤدي إلى نتائج ناجحة، بالتالي يزيد من ثقتهم بأنفسهم، إن شعور الإنجاز هذا قوي بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين ربما لم يواجهوا تعزيزات إيجابية بشكل متكرر في مجالات أخرى من حياتهم.
إظهار القيمة الشخصية لكل فرد
من أهم فوائد العمل التطوعي على الإطلاق، أنه يربط أفعالهم الشخصية بفوائد مجتمعية أوسع، ومع رؤية النتائج الملموسة لمساهماتهم يؤكد ذلك على قيمتهم الذاتية، وأهميتهم في المجتمع.
فقد يرى الشخص الذي يتطوع لتدريس مهارات الكمبيوتر في مركز مجتمعي التأثير المباشر لزيادة فرص العمل بين المشاركين، إن مثل هذه المساهمات لها قوة تأكيد خاصة وتؤكد على القيمة الشخصية للمتطوع للمجتمع.
بالطبع يعمل هذا الأمر، سواء أتى الاعتراف من الذات أو من قبل الآخرين، على رفع ثقة الشخص واحترامه لذاته بشكل أكبر.
التطوع يفتح لك الباب لاكتساب الخبرات المهنية
واحدة من فوائد العمل التطوعي التي لا يرفضها أحد، هي التطوع من أجل اكتساب الخبرات وتطوير المهارات، فالتطوع يمنحك فرصة ثمينة لتجربة مجالات جديدة واكتساب خبرات عملية قيّمة تجعل من سيرتك الذاتية ملف مليئ يالتجارب بما يعزز فرصك في سوق العمل.
اكتساب مهارات وظيفية مهمة
لا تقتصر فوائد العمل التطوعي على الجانب الإنساني فقط كما أكدنا مرارا، بل يُعد أيضًا وسيلة فعّالة لتعلم مهارات جديدة وتطوير مهاراتك الحالية، فمن خلال مشاركتك في مختلف مشاريع التطوع، ستكتسب خبرة عملية في مجالات متنوعة، مثل العمل الجماعي، والتواصل الفعّال، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والتنظيم، ومهارات التقديم والعرض.
تُقدم العديد من فرص التطوع تدريبات مكثفة تُساعدك على إتقان مهارات جديدة وتُؤهلك للعمل في مجالات مختلفة، على سبيل المثال قد تصبح خبيرًا في تقديم المشورة النفسية من خلال التطوع في مأوى للنساء المعنفات، أو خبيرًا في مجال الفنون من خلال التطوع كمرشد في متحف.
تعزيز خبراتك العملية
من مميزات و فوائد العمل التطوعي أنه يمنحك فرصة ذهبية لتجربة أي مجال جديد دون الالتزام طويل الأجل، ممّا يُتيح لك فرصة استكشاف مجالات جديدة واكتشاف اهتماماتك المهنية، كما يُعد خيارًا مثاليًا لاكتساب خبرة عملية في مجال جديد، حيث يمكنك التطوع بشكل مباشر في منظمة تُقدم خدمات تتوافق مع اهتماماتك المهنية.
فعلى سبيل المثال إن كنت مهتمًا بمجال التمريض، يمكنك التطوع في مستشفى أو دار رعاية للمسنين، كما قد يُتيح لك عملك التطوعي فرصة التعرف على منظمات وبرامج تدريب مهني احترافية تُساهم في تطوير مسيرتك المهنية.
للاستمتاع بـ فوائد العمل التطوعي، يجب أولا عليك أن تخوض تجربة تطوع مناسبة، من خلال التطوع، ستُتيح لنفسك فرصة اكتساب مهارات جديدة لا تعد، وتطوير قدراتك بشكل لا تتخيله، وسوف تكتسب خبرات عملية كبيرة للغاية، لكن كل ذلك مرهون بالعثور على الفرصة المناسبة.
فوائد العمل التطوعي
حدد أهدافك واهتماماتك
قبل الشروع في البحث عن فرص التطوع والتسرع في الحصول على فوائد العمل التطوعي، من المهم التفكير في أهدافك واهتماماتك الشخصية بعناية، ما هي القضايا التي تُثير اهتمامك؟ ما هي المهارات التي تمتلكها والتي ترغب في تطويرها؟ هل تفضل العمل مع الأطفال أو الحيوانات أو كبار السن؟ هل ترغب في العمل بمفردك أو كجزء من فريق؟ هل تفضل العمل خلف الكواليس أو تفضل أن تلعب دورًا أكثر بروزًا؟
اسئلة من شأنها أن توضح لك ما هو المجال المناسب الذي قد تبدع فيه، وتجد فيه شغفك الكبير، وحماسك النابع من أعماقك الذاتية.
السعي وراء الاهتمام الشخصي
بعد الإجابة عن الاسئلة السابقة، فكر في سبب رغبتك في التطوع بعيدا عن الرغبة في فوائد العمل التطوعي، لكن ما الذي تستمتع بفعله؟ ثم حدد ما هي أهدافك من التطوع؟
على سبيل المثال، قد ترغب في:
تحسين البلد التي تسكن فيها.
مقابلة أشخاص جدد ذوي وجهات نظر أو خبرات مختلفة.
تجربة شيء جديد.
القيام بشيء ذا فائدة في وقت فراغك.
رؤية أماكن جديدة أو تجربة طريقة مختلفة للعيش.
تجربة نوع جديد من العمل قد ترغب في متابعته كوظيفة بدوام كامل.
توسيع نطاق اهتماماتك وهواياتك.
ابحث عن المنظمة المناسبة
وأنت في رحلة البحث، لا تقصر عينك على منظمة واحدة أو نوع معين من الوظائف، في بعض الأحيان تبدو الفرصة رائعة على الورق، لكن الواقع مختلف تمامًا، حاول زيارة منظمات مختلفة والتعرف على طبيعة عملها وما إذا كنت تنسجم مع الموظفين والمتطوعين الآخرين.
أين تجد فرص التطوع؟
المكتبات أو مراكز رعاية المسنين.
منظمات الخدمة العامة، والجمعيات المختلفة.
ملاجئ الحيوانات ومنظمات الإنقاذ أو مراكز الحياة البرية.
مراكز الشباب والفرق الرياضية.
منظمات الحفاظ على البيئة.
دور العبادة مثل المساجد والكنائس.
في النهاية فوائد العمل التطوعي لا يمكننا حصرها كما وضحنا، وتلك بعض من بعض فوائده، حيث يقدم التطوع مجموعة كبيرة من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع بكل الأشياء الإيجابية.
